اذكـآر وأدعيـة   دعاء من أصابته مصيبة   .. ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2)   دعاء الهم والحزن    .. ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء   دعاء الغضب    .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4   دعاء الكرب    .. لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3   دعاء الفزع    .. لا إله إلا الله متفق عليه   ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً    .. ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5   من استصعب عليه أمر    .. اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106   ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه    .. كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1)   مايقول عند التعجب والأمر السار    .. سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8   في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين    .. إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3   دعاء صلاة الاستخارة    .. قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8   كفارة المجلس    .. من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3   دعاء القنوت    .. اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428   مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح    .. بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1   الدعاء قبل الجماع    .. لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه   الدعاء للمولود عند تحنيكه    .. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي)   ما يعوذ به الأولاد    .. أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6   من أحس وجعاً في جسده    .. ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4   مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته    .. لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10   تذكرة في فضل عيادة المريض    .. قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1   مايقول من يئس من حياته    .. اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4   كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان    .. لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه   من رأى مببتلى    .. من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3   تلقين المحتضر    .. قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2   الدعاء عند إغماض الميت    .. اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2   مايقول من مات له ميت    .. مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2   الدعاء للميت في الصلاة عليه    .. اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159   وإن كان الميت صبياً    .. اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً   عند ادخال الميت القبر    .. بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1   مايقال بعد الدفن    .. كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل صحيح . صحيح سنن أبي داود 620/2   دعاء زيارة القبور    .. السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2   دعاء التعزية    .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

الخميس، 12 يناير 2012



 الإنسان بين الذنب والمغفرة
هل فكرت مرة: ما هو أكبر ذنب يمكن أن يرتكبه العبد تجاه ربّه؟
قد يكون، فالعبد، يبحث غالباً في الذنوب، ليعرف أي ذنب هو الذي لا يغفر، وأي ذنب يمكن أن يغفر، ليس من أجل تجنب الذنوب، وإنما من أجل أن لا يهاب من (الذنب الصغير).
وفي هذا نوع من التجرؤ على الله.
فالذنب لا يقاس بذاته، وإنما بالنسبة إلى مَن يرتكب الذنب تجاهه.
فالقضية لا تدور مدار حجم المعصية أو الجريمة، بمقدار ما تدور مدار مَن اعتبرها جريمة ونهانا عن اقترافها.. وعليه، فإن كل الذنوب، تعتبر كبيرة، لأنها تحدياً لله..
ولكن بعض الذنوب وعد الله عليه العقاب، وعدم الغفران، مثل إنكار الله، والشرك به..
(إن الله لا يغفر إن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك..) النساء/ 48، كما يقول القرآن الكريم.
فالذي لا يعود من إلحاده، وشركه، قد لا يجد فرصة للحصول على عطفه ورحمته، لأنه تحدى بذلك ربه، في أبشع أنواع التحدي.
وبعض الذنوب، وعد الله عليه الغفران والعفو ـ إذا تاب منها العبد طبعاً ـ .
وإذا راجعنا الله تعالى، نجد انه يجب أن يعرفه العبيد كأرحم الراحمين. وأن يعتبروا رحمته أوسع من ذنوبهم فلا يصابوا باليأس..
ولذلك فإنه يعتبر من أكبر الذنوب: اليأس من رحمته.
ويقول الله في ذلك: (ومَن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون) الحجر/ 56.
والسؤال هو: لماذا؟
قد يكون السبب أن القنوط من رحمة الله يدفع الانسان إلى ارتكاب كافة المعاصي.
فأي ذنب مهما كان كبيراً، لا يمنع الانسان من محاولة العودة عنه؛ لأن مرتكبه لا يشعر بانسداد الأبواب في وجهه.
بينما نجد (اليأس من رحمة الله) كسد لكل أبواب المحاولة، والوقوع في جريمة ارتكاب المعاصي.
فالذي يستسلم للقنوط يقول لنفسه:
ـ ما دمت قد سقطت في النيران، فلا فرق إن كانت النار فوق رأسي شبراً أم متراً..
إن الذي يسقط في اليأس، يشبه إلى حد بعيد مَن يسقط في الماء: لا فرق عنده إن كانت المياه على رأسه متراً أم ألف متر.
والمشكلة ان الذي يسقط في جحيم اليأس من رحمة الله، قد يجد مَن يشجعه في ذلك، ويزيده من يأسه وقنوطه، قائلاً له:
تارك الصلاة.. لا توبة له.
تارك الحج.. لا توبة له.
تارك الصوم.. لا توبة له.
تارك الخمر.. لا توبة له.
وقد يسمع أحاديث تقول: ربّ تال للقرآن والقرآن يلعنه.
فيقول مع نفسه: إذا كانت لا توبة لي، فما الداعي للعودة إلى الصلاة؟
وإذا كان القرآن يلعنني فما الداعي لتلاوته؟
فيتوغل في الجريمة، حتى يستنفد كل طاقاته في امتصاص متع الدنيا، ما دام يعرف نفسه محروماً من متع الآخرة.
وهذا الطراز من الناس ـ ما أكثره في طبقة الشباب ـ ينسى حقيقة هامة جداً، وهي: ان رحمة الله أوسع من كل شيء.. فالله أرحم الراحمين.. إن كل الأحاديث تؤكد على أن الله أرحم بعباده ـ حتى العصاة منهم ـ من الأم بولدها.
وإذا ارتكب الطفل خطأ واحداً، أو خطأين، فهل تطرده الأم إلى الأبد، وتحرمه من العطف والتودد؟
حاشا لله..
حاشاه، وهو أرحم الراحمين.
إن رحمة الأم لولدها، إنما هي نتيجة حملها له في فترة الحمل، بينما رحمة الله بعباده هي نتيجة خلقه لهم. ولابد أن تكون رحمة الله أقوى وأوسع.
لقد ارتكب فرعون أكبر ذنب، حين نصّب نفسه إلهاً من دون الله، ومع ذلك فإنه عندما واجه ملك الموت في أعماق النيل، استغاث بموسى غير ان موسى رفض أن يساعده.
وهكذا مات غرقاً.
فأوحى الله تعالى إلى موسى: (يا موسى إنك ما أغثت فرعون، لأنك لم تخلقه، ولو استغاث لي لأغثته).
يقول الرسول الأعظم (ص): (إن رجلاً قال: والله إن الله لا يغفر لفلان. فقال الله: مَن ذا الذي تئلا ـ حتم ـ عليّ أن لا أغفر لفلان؟ وأضاف تعالى: إني قد غفرت لفلان وأحبطت عمل الثاني بقوله: لا يغفر الله لفلان).
وتبلغ رحمة الله من السعة انه تعالى يكشف عنها لأكبر المذنبين. فيقول لموسى، عندما يرسله إلى فرعون: توعده، واخبره إني إلى العفو والمغفرة، أسرع مني إلى الغضب والعقوبة.
إن الله الذي يوحي إلى نبيه عيسى بن مريم بقوله: كن للناس في الحِلم كالأرض تحتهم. وفي السخاء كالماء الجاري. وفي الرحمة كالشمس والقمر، فإنهما يطلعا على البر والفاجر..
وعندما رفع الله إبراهيم إلى الملكوت، ليكشف له عن الجلال والعظمة، أتاح له الفرصة للاطلاع على الأرض..
نظر إبراهيم إلى داخل مدينة، وفي غرفة نائية، رأى امرأة تتعامل مع رجل غريب، على الحرام. وتمّ الاتفاق. وتمّ اللقاء. فامتلكت إبراهيم الغيرة فدعا عليهما فهلكا.
وسرح إبراهيم بنظره في مكان آخر فرأى امرأة تتعامل مع رجل غريب على الحرام. وتمّ الاتفاق. وتمّ اللقاء. فامتلكت إبراهيم أيضاً الغيرة الصادقة.. فدعا عليهما فهلكا!
وتكررت العملية، فدعا عليهما.
وهنا، قال له الله: يا إبراهيم.. اكفف دعوتك عن عبيدي وإمائي. فإني أنا الله الغفور الرحيم، لا تضرني ذنوب عبادي، كما لا تنفعني طاعتهم،ولست أسوسهم بشفاء الغيظ كسياستك، فاكفف دعوتك عن عبيدي وإمائي، فإنما أنت نذير، لا شريك في المملكة، ولا مهيمن علي ولا على عبادي!
يا إبراهيم.. خلّ بيني وبين عبادي، فإني أرحم بهم منك!
خلّ بيني وبين عبادي، فإني أنا الله الجبار الحليم، العلام الحكيم، ادبرهم بعلمي، وانفذ فيه قضائي وقدري.
لم يكن إبراهيم حاقداً على (الزناة) الذي دعا عليهم. إنما كانت غيرته الدينية هي التي تحمله على الدعاء عليهم، ولكنه كان يظن أن الله يحب هلاك عاصيه، بينما كانت رحمة الله فوق ذلك كله لأنها لا تنطلق من مقاييس بشرية لكي تحدد بحدود الطاعة ولا تشل العصاة..
ولهذا جاءه النداء العنيف: إنما أنت نذير. لست شريكاً في المملكة. ولا مهيمن عليّ ولا على عبادي.
لا تضرني ذنوب عبادي، كما لا تنفعني طاعتهم. ولست أسوسهم بشفاء الغيظ..
يا إبراهيم.. خل بيني وبين عبادي فإن أرحم بهم منك..
- إذن لماذا يغضب الله بعض الأحيان؟
قبل كل شيء لابد أن نعرف أن الغضب قد يكون (رحمة) فالذي يظلمك، يستحق الغضب. وهذا الغضب الذي يترجم ـ ربما ـ إلى عقاب إلهي للظالم هو رحمة لك. لأنه يعني الانتقام من أجلك. فالغضب الإلهي لابد أن يكون بسبب من الأسباب. وهذا يعني ان رفع ذلك السبب يكون سبباً طبيعياً. لجلب رحمة الله.
فالله (لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فلا يغير موقفه العطوف من أحد إلا إذا غير هو موقفه من ارادة الله. والعكس بالعكس.
يقول الله لأحد أنبيائه: (إنه ليس من أهل قرية، ولا ناس كانوا على طاعتي، فأصابهم فيها سراء، فتحولوا عما أحب إلى ما أكره، إلا تحولت لهم عما يحبون إلى ما يكرهون).
(وليس من أهل قرية، ولا أهل بيت كانوا على معصيتي فأصابهم فيها ضراء فتحولوا عما أكره إلى ما أحب، إلا تحولت لهم عما يكرهون إلى ما يحبون).
(وقل لهم: ان رحمتي سبقت غضبي، فلا يقنطوا من رحمتي فإنه لا يتعاظم عندي ذنب أن أغفره).
إذن، فإذا رأيت ان أوضاعك بدأت تتدهور من جيد إلى سيئ. ومن سيئ إلى أسوأ. ومن أسوأ إلى مؤسف، فلا تلعن الدهر والظروف بل فتش عن أخطائك، في ذاتك ومواقفك، وغيّر علاقتك مع الله فسرعان ما ستجد ان أوضاعك بدأت تتغير باتجاه التحسين. ذلك وعد من الله. ولن يخلف الله وعده.
- موجبات المغفرة:
الوقوف بين يدي الله.. الخضوع الصادق له.. التوجه القلبي المخلص إلى رحمته.. التواضع الحقيقي أمام عظمته.. أمور كفيلة بكنس الذنوب العظام، واستدرار رحمة الله العظيمة.
وقد جاء في الحديث: إن لله ملكاً ينادي في أوقات الصلاة: (يا بني آدم..).
(قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على أنفسكم اطفؤها بالصلاة).
إن الصلاة تؤكد في الإنسان معاني العبودية وتدفع به إلى الامتناع عن المعاصي بمرور الأيام.. إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.. جرّب ذلك، توضأ بإخلاص. قف أمام الله ـ باتجاه القبلة ـ تذكر أنك تواجه ربك. فستجد بعد مرور مدة على صلواتك إنك بدأت تقترب إلى ربك. يقول الله تعالى: (والذين هم على صلاتهم يحافظون أولئك هم الوارثون، الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون) المؤمن/ 9. ومن موجبات المغفرة أيضاً ادخال السرور على أخيك المؤمن.. هذا ما يقوله الرسو الأعظم(ص).
فإذا كانت عندك ذنوب تريد غسلها، ففتش عن مؤمن، واسأله فيما إذا كان طالب حاجة، اقضها له، فسرعان ام تحس ببرد العفو الإلهي يمس شغاف قلبك. أتريد دليلاً على ذلك؟
مرة كان موسى بن عمران، يذهب إلى طور سيناء، فمرّ على كوخ متواضع جداً، كان يسكن فيه أحد الزهاد، فاستهواه أن يدخل فيه، ويسأل عن حال الزاهد.
وهكذا دخل.. فوجد الرجل يأكل الطعام، وكان موسى ـ في تلك اللحظة ـ يعاني من الجوع والتعب والارهاق. لكنه لم يجد أي دعوة من الزاهد للاشتراك معه في الطعام.
ولما همّ موسى بالرحيل، طلب الزاهد من موسى أن يسأل الله ـ فيما يسأل ـ عن مكانته في الجنة. ووعده موسى خيراً.. وارتحل عنه.. وفي ذات الطريق مرّ موسى على كوخ آخر لزاهد ثان، ولكنه لم يكن متواضعاً كالكوخ الأول فاستهواه ـ كذلك ـ أن يدخل فيه.. وصدفة وجد الرجل يهم بأكل طعامه وكانت عبارة عن رمانة واحدة، وما إن دخل موسى حتى قام له الزاهد، وأجلسه على سفرته، وقدّم له نصف رمانته باصرار.
ولما همّ موسى بالرحيل سأله الزاهد أن يسأل الله، فيما يسأل عن مكانته في الجنة.. وعده موسى خيراً.. وارتحل عنه.
على طور سيناء تذكر موسى مقالة الرجلين فسأل الله عن الأول، فجاءه الجواب: بشّره إن مكانه النار!
وسأل عن الثاني، فجاءه الجواب: مكانه الجنة!
ولما سأل موسى: ولِمَ يا ربّ؟
قال الله: (يا موسى.. إن الأول بخيل. أكل طعامه بحضورك، ولم يقدم لك شيئاً. والثاني كريم لم يملك سوى رمانته التي قدّم لك نصفها. فالثاني يدخل الجنة لعطفه والأول يدخل النار لبخله).
وحينما دخل موسى على الزاهد الأول، وأخبره بمقالة الله. قال لموسى: يا موسى.. إذا كان لابد أن أحترق بالنار فأسأل ربك أن يجعل النار ضيقة حتى لا يدخلها غيري، أو يجعلني واسعاً حتى أملأ النار..
قال له موسى: ولِمَ؟
فأجاب: لا أريد أن يتعذب غيري معي.
وجاء موسى ـ بعد ذلك ـ إلى الطور، فسأل الله تعالى قائلاً: (يا موسى.. اخبر صاحبك إني قد أوجبت له الجنة لأنه أراد الخير لغيره).
فإذا كان مجرد طلب العطف على الآخرين يمحو اسم الانسان من (قائمة أهل النار) ويكتبه في (قائمة أهل الجنة)، فكيف يكون العطف ذاته؟
يقول الرسول الأعظم (ص): (إن البر يهدي إلى الجنة).
(ان رحمة الله قريب من المحسنين) الأعراف/ 56.
كما ان محبة الناس، واستعمال الطيب معهم طريق آخر من طرق غفران الذنوب.. فالله يريد للانسان أن يعش مع أخيه الانسان في حب صادق، وتودد مخلص.
ولذلك فقد أكد الله على (حسن الخلق) كأفضل ما يوضع في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة، وجعل غفران الذنوب في بعض الأحيان معلقاً على حسن الخلق.
يقول الله تعالى: يابن آدم.. احسن خلقك مع الناس حتى أحبك وحببتك في قلوب الصالحين وغفرت ذنوبك.
يابن آدم.. ضع يدك على رأسك، فما تحب لنفسك، فاحبب للمسلمين.
يابن آدم.. لا تحزن على ما فاتك من الدنيا، ولا تفرح بما أوتيت منها، فإن الدنيا اليوم لك وغداً لغيرك.
يقول الرسول الأعظم (ص): (إن حسن الخلق يذيب الخطيئة كما تذيب الشمس الجليد).
ويقول (ص): (أكبر ما يلج به أمتي الجنة، تقوى الله وحسن الخلق).
ولكي نوجه أنفسنا إلى الطريق القويم، لابد أن نمارس الدعاء. فالدعاء إيمان ذاتي إلى التوبة..
فما أجمل أن يقف الإنسان أمام ربه ليقول له: (.. يا مَن إذا سأله عبده أعطاه.. وإذا أمّل ما عنده بلغه مناه.. وإذا أقبل عليه قرّبه وأدناه..).
 
اذا اعجبتك هذه المشاركة لا تبخل علينا بالضغط على
**
 like
اذا لم تكن مشارك معنــا فى صفحتنا على الفيسبوك
**



ليست هناك تعليقات: