اذكـآر وأدعيـة |
السبت، 31 مارس 2012
الله نور السموات والأرض
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ
فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا
كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا
شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ
زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ
يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ
لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [النور : 35]
تفسير الميسر
الله نور السموات والأرض يدبر الأمر فيهما ويهدي أهلهما، فهو- سبحانه- نور، وحجابه نور، به استنارت السموات والأرض وما فيهما، وكتاب الله وهدايته نور منه سبحانه، فلولا نوره تعالى لتراكمت الظلمات بعضها فوق بعض. مثل نوره الذي يهدي إليه, وهو الإيمان والقرآن في قلب المؤمن كمشكاة, وهي الكُوَّة في الحائط غير النافذة، فيها مصباح، حيث تجمع الكوَّة نور المصباح فلا يتفرق، وذلك المصباح في زجاجة، كأنها -لصفائها- كوكب مضيء كالدُّر، يوقَد المصباح من زيت شجرة مباركة، وهي شجرة الزيتون، لا شرقية فقط، فلا تصيبها الشمس آخر النهار، ولا غربية فقط فلا تصيبها الشمس أول النهار، بل هي متوسطة في مكان من الأرض لا إلى الشرق ولا إلى الغرب، يكاد زيتها -لصفائه- يضيء من نفسه قبل أن تمسه النار، فإذا مَسَّتْه النار أضاء إضاءة بليغة، نور على نور، فهو نور من إشراق الزيت على نور من إشعال النار، فذلك مثل الهدى يضيء في قلب المؤمن. والله يهدي ويوفق لاتباع القرآن مَن يشاء، ويضرب الأمثال للناس؛ ليعقلوا عنه أمثاله وحكمه. والله بكل شيء عليم, لا يخفى عليه شيء.
الترجمة
Allah is the Light of the heavens and the earth. The example of His light is like a niche within which is a lamp, the lamp is within glass, the glass as if it were a pearly [white] star lit from [the oil of] a blessed olive tree, neither of the east nor of the west, whose oil would almost glow even if untouched by fire. Light upon light. Allah guides to His light whom He wills. And Allah presents examples for the people, and Allah is Knowing of all things.
رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ
رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً [الإسراء : 25]
تفسير ميسر
ربكم -أيها الناس- أعلم بما في ضمائركم من خير وشر. إن تكن إرادتكم ومقاصدكم مرضاة الله وما يقربكم إليه، فإنه كان -سبحانه- للراجعين إليه في جميع الأوقات غفورًا، فمَن عَلِمَ الله أنه ليس في قلبه إلا الإنابة إليه ومحبته، فإنه يعفو عنه، ويغفر له ما يعرض من صغائر الذنوب، مما هو من مقتضى الطبائع البشرية.
الجمعة، 30 مارس 2012
صديق إبليس
قبل أكثر من ألف سنة في المائة الأولى من تاريخ الهجرة، كان رجل يعمل في قصر الحجاج بن يوسف فرأى جارية علقت نفسه بها، وكان هذا الرجل ذات يوم انكب من يد رجل زق عسل فصارت الأطفال يأكلون من هذا العسل، وهم يقولون أخزى الله إبليس، يسبون إبليس ويأكلون من هذا العسل.
فقال هذا الرجل الذي يعمل في قصر الحجاج قولوا جزى الله إبليس خيرا لأنه هو السبب بأكلكم من هذا العسل ولا تقولوا أخزى الله إبليس والعياذ بالله، فظهر له إبليس متشكلا فقال له: أنت لك عندي يد بيضاء، معناه لك عندي حق بالمكافأة، متى ما أردت لقائي فالعلامة بيني وبينك كذا، فصار هذا الرجل معروفا، صار يقال له صديق إبليس، من كثرة ما تقضى حاجات الناس على يده بسبب إبليس، ثم هذا الرجل تذكر ما قال له إبليس، فقال أقصد إبليس لأصل إلى هذه البنت.
إبليس أعطاه علامة قال له افعل كذا وكذا فأحضر، فطلبه فحضر، فشكى له فصار إبليس يحضرها له في الليل ثم عند الصباح يردها إلى قصر الحجاج، ثم الحجاج ذات ليلة رأى هذه البنت مكتئبة فقال لها ما بالك، فقصت له قصتها وأخبرته بأنها تساق في الليل إلى بيت رجل فيزني بها ثم تعاد، فقال لها الحجاج: إن عاد فأخذك فخذي معك هذا الصبغ فاصبغي به باب بيته، ففعلت.
ثم هو أرسل العسكر ليفتشوا ففتشوا فوجدوا بيتا عليه هذا الصبغ الخاص، فأخذوا هذا الرجل إلى الحجاج، فبينما هو هناك جاء الشيطان فأخذه، أنقذه من القتل، أخذه في الهواء وغيبه، لا يعرف له بعد ذلك خبر، ولو وجده الحجاج لقتله، إبليس شكره لهذه، لأنه نهى الأطفال عن سب إبليس وقال لهم هذا العسل بسبب إبليس حصلتم عليه، وقال لهم قولوا جزى الله إبليس خيرا فكفر بهذه الكلمة، بسبب هذه الكلمة صار له عند إبليس منزلة كبيرة، إبليس فرح منه فساعده.
لا يغتر بالشخص إذا كان يحصل على يده شفاء للمجانين وأصحاب العاهات، إلا أن يعرف حاله، إن وجد مستقيما بطاعة الله يظن به الولاية وإلا لا يظن به الولاية.
قصة سبأ
كان "سبأ بن يشجب" رجلًا عربيًّا كريمًا مسلمًا، يجودُ على الناس بعطاياهُ ولا يبخلُ، وذُكر أنه أول من لبِس التاجَ، وكانَ لهُ شِعرٌ بشَّر فيه بمقْدِم وظهور رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ومنه:
سيملِكُ بعدَنا مُلْكًا عظيمًا نبيٌّ لا يرخِّص في الحرامِ
يُسمَّى أحمدًا يا ليت أني أُعَمِّرُ بعدَ مبعثِه بعامِ
فأعضُدُهُ وأحْبُوهُ بنصرٍ بكلِّ مدجَّجٍ وبكلِ رامِ
متى يظهرْ فكونوا ناصريه ومنْ يلقاه يُبلِّغْه سلامي
وكان له عشرةُ أولادٍ فتفرقوا، ستةٌ منهم قصدوا اليمن وبَنوْها، وأربعةٌ رحلوا إلى الشام وتكاثروا فيها.
وخرج من بين اليمنيينَ: "التبابعةُ "وهم ملوكُ "اليمن" وأحدهم "تُبَّعٌ" يَلبسونَ التيجانَ وقتَ الحكمِ، وعاشوا في غِبطةٍ عظيمةٍ وأرزاقٍ وثمارٍ وزروعٍ كثيرةٍ، ولكن كانت أوديتُهُم شحيحةً بالماءِ، مقفرةً من الأنهارِ، فألجأتهُمُ الحاجةُ إلى أن يصنعوا شيئًا يجمعونَ بهِ سيولَ المطرِ التي كانت تهطُلُ في أوقاتٍ معينةٍ، لينتفعوا بها فألهمهم الله طريقةَ بناءِ السدودِ والحواجزِ، يُقيمونَها بين الأوديةِ، للانتفاعِ بما تُخَلِّفُه وراءَها من مياه.
وكان سدُ مأْرِبٍ أقواها وأمتنها وأنفعَها، وأول من بناهُ "سبأ" وسلَّط إليه سبعينَ واديًا تَفِدُ إليهِ مياهُها، وماتَ ولم يُكْمِلْ بناءَه فأكملتْهُ الملوكُ بعدَه وكان ءاخرَ من أتمَّه "بلقِيسُ" قبل أن تقابل سيدَنا سليمان عليه السلامُ، ولإتمامِ السدِ خبرٌ يقولُ إنه لما ملكتْ "بلقيس" اقتتلَ قومُها على ماءِ واديهم، إذ لم يكن السدُّ قد انتهى بعدُ، فتركَتْ مُلْكَهَا وسكنت قصرَها، وطلبوا منها أن ترجع فأبتْ فقالوا: "إما أن ترجعي أو نقتُلَكِ!" فقالت لهم: "أنتم لا عقولَ لكم، ولا تُطيعونني"، فقالوا: "نُطيعُكِ". فرَجَعَت إلى واديهم وعكفت على إنهاءِ السدِ، وجلبتِ الصخورَ والزِفْتَ الأسودَ، ومكَّنتِ السدَّ بين جبلينِ عظيمين وجعلت لهُ ثلاثةَ أبوابٍ بعضُها فوقَ بعضٍ وبنتْ تحتَهُ بِرْكةً ضخمةُ، وجعلت فيها اثني عشرَ مخرجًا على عددِ أنهارِهم يفتحونها إذا احتاجوا إلى الماء، وإذا استغنَوْا عنه سدُّوها، فإذا جاءهمُ المطرُ اجتمعَ إليهم ماءُ أوديةِ "اليمن" فاحتُبِسَ السيلُ من وراءِ السدِ الضخمِ.
وصارت رمالُ الصحراءِ بُسُطًا هندسيةً خضراءَ، تجري بينها القنواتُ الملتويةُ، وتصدحُ بين أغصانِها البلابلُ المغرِدةُ، وتمتلىءُ أشجارُها بالأثمارِ النَّضرَةِ والأزهارِ الملونةِ.
وكانت بلدتُهم طيبةً كريمةَ التربةِ، عامرةً بالخُضْرَةِ، وكان من صفاءِ هوائِها ونقاوتِه أنهم لم يَرَوْا في بساتينِهِم بَعوضةً قطّ، ولا ذبابًا ولا برغوثًا ولا قملةً ولا عقربًا ولا حيةً ولا غيرَها من الهوامِ أي الحشراتِ المؤذيةِ، ولا تتعبُ دوابُهم، وإذا جاءتْهُمْ قافلةٌ وفي ثيابِهِم ودوابِّهم قملٌ ونحوُه ووصلوا إلى تلكَ البساتينِ النقيةِ ماتت تلك القملُ لساعتِها.
وكان من غزارةِ ما تُعطي تلك البساتينُ أن المرأةَ كانت تخرجُ معها مَغْزِلها وعلى رأسها وعاءٌ من قشٍ فتلتهي بمغزَلِها، وتمشي بين الأشجارِ المثمرةِ فلا تأتي بيتَها حتى يمتلىءَ وعاؤُها من كلِ الثمارِ من كثرتِهِ على الشجرِ من غيرِ أن تمسَّها بيدِها.
وزيادةً على هذا النعيمِ الخاصِ بهم أصلحَ الله لهم البلادَ المتصلةَ بهم، وعَمَرَها وجعلهم أصحابَها
وضيَّقَ السيرَ بأن قرَّبَ القُرى بعضَها من بعضٍ، حتى كان المسافرُ من
مأْرِبٍ إلى الشامِ يبيتُ في قريةٍ ويرتاحُ في أخرى، ولا يحتاجُ إلى حَمْلِ
زادٍ حتى يصلَ مقصودَه، ءامنًا من عدوٍ وجوعٍ وعطشٍ وءافاتٍ تضرُ بالمسافرِ. وقُدرت هذه القرى المتصلةُ بأربعةِ ءالافٍ وسبعمائةِ قريةٍ بورك فيها بالشجرِ والثمرِ والماءِ بحيث تظهرُ القريةُ الثانية من الأولى لِقُربِها منها.
ولما طالت بهم مدةُ النعمةِ سئموا الراحةَ ولم يصبروا على العافيةِ، تمنَّوْا طولَ الأسفارِ وقالوا:"لو كان جَنْيُ ثمارِنا أبعدَ، لكانَ أشهى وأعلى قيمةً". فتمنَّوْا أن يجعلَ الله بينهم وبين الشام صحارى شاسعةً ليركبوا النياقَ المحمَّلةَ، ويتزودوا بالزادِ كغيرِهم، وانتشرَ البَطَرُ والطُغيانُ والكفرُ بالله حيث بدأت عبادةُ الشمسِ من دونِ الله.
فأرسلَ الله إليهم ثلاثةَ عَشَرَ نبيًّا، فدعوهم إلى الله تعالى وتوحيدِهِ وتركِ الكفرِ، وذكَّروهم
نعمةَ الله عليهم وأنذروهم عقابَهُ، فكذَّبوهم وقالوا والعياذُ بالله:" ما
نعرفُ لله علينا نعمةً، فقولوا لربِكم فليحبِسْ هذه النعمةَ عنا إن
استطاعَ ذلك".
وتجري في هذه الأثناء قصةُ التقاءِ سيدِنا "سليمانَ" بملكةِ "سبأ" "بلقيس" حيث دعاها إلى الإسلامِ فأسلمتْ هي وقومُها، ثم بعدَها بسنينَ حصلَ الكفر مجددًا، ومنه ما حدث مع شخصٍ منهم اسمُه "حمارٌ" كان له ولدٌ فماتَ فاعترضَ على اللهِ والعياذُ باللهِ تعالى ورفعَ رأسَهُ إلى السماءِ وبَصَقَ وقال: "لا أعبدُ ربًّا قتلَ ولدي" وكفرَ كفرًا شنيعًا، وصار لا يمُرُّ بأرضه أحدٌ إلا دعاهُ إلى الكفرِ فإن أجابَهُ تركَهُ وإلا قتلَهُ.
فأنزلَ الله عليه صاعقةً أحرقتْه ودمَّرت وادِيَه حتى صارَ خَربًا ومَرْتَعًا للجنِ، أما قومُهُ فإنهم تمادَوْا في الكفرِ تماديًا فظيعًا ولم يلتفتوا إلى كلامِ الأنبياءِ الذينَ نصحُوهم، وازدادوا إعراضًا، ولم يقابلوا الهدَى والإرشادَ إلا بوضعِ الأصابعِ في الأذنينِ، وبالاستكبارِ والانصرافِ إلى العملِ وبناءِ البيوتِ، فأرادَ اللهُ أن يُذيقَهم شرَّ أعمالِهم وأن يُريَهُم عاقبةَ كفرِهم، ليكونوا عبرةً لغيرِهم، وعقوبةً قاسيةً لمن تحدثُه نفسُه أن يسلُك طريقَهم، ويفعلَ فِعلَتَهم.
فسلَّطَ عليهم دابةً صغيرةً اسمُها "الخُلْدُ" وهو حيوانٌ لا يُبصرُ، ولكنهُ ذو أسنانٍ ومخالبَ حادةٍ جدًا، فجاءَ منهُ الألوف وحفروا تحت أساساتِ السدِ بشكلٍ متواصلٍ، وكان خلفَه كمياتٌ ضخمةٌ جدًا من الماءِ المتجمعِ، وما هي إلا ساعاتٌ حتى تدفقتِ المياهُ سيولًا جارفةً تهدمُ ماهو أمامَها، وتُغرِقُ الناسَ في بيوتِهم وتدمِرُها، حاملةً معها أطنانًا من الطينِ والأحجارِ، فخابَ كيدُ الكافرينَ وانتقمَ الله من الظالمين.
تهدَّمَ السدُ وانهار البناءُ، ولم يعدْ يحجزُ السيولَ المتدفقةَ، والأمواجَ المتلاطمةَ، وانطلقتِ المياهُ الحبيسةُ في شعابِ الوادي وبين الأشجارِ، فغرقَ الزرعُ، وهلَكَ الضَّرْعُ، وعادَ الوادي كما كانَ صحراءَ مقفرةً صامتةً، لا نباتَ فيها سوى أشجارٌ لا تثمرُ إلا كلَّ مُرٍ بشعٍ وبعضَ الأنواعِ التي لا نفعَ فيه، وهربتِ العصافيرُ والبلابلُ.
وأتى البومُ يصيحُ فوقَ الخرائبِ، وحلَّقتِ الغِربانُ تنعقُ على الأغصانِ الجافةِ. ومن بقيَ من الناسِ فإنهم لم يطيقوا صبرًا على أن يُقيموا في صحراءَ كانت بالأمسِ بساتينَ عامرةً، ففارقوها ونزحوا عنها بقلبٍ يبكي دمًا، ثم تفرَّقوا في شتى البلادِ حتى صارَ أمرُهم حديثًا يتنقَّلُ وحكاياتٍ تُروى، حيث كانوا في نعمةٍ سابقةٍ فلم يحفظوها، فجزاهم الله بما كفروا.
الخميس، 29 مارس 2012
الكل يناديك
متى ترجع ؟
كان ... يُقبل على الصلوات ولا يقيمها إلا في الجماعات
كان ... يتسابق لميمنة الصف الأول
كان ... لا يترك نافلة من النوافل
كان ... يقيم الليل
كان ... لا ينام ليلة عن ورده من القرآن
كان ... يُقبل على العلم وأهله
كان ... يتصدق يومياً
كان ... يفتخر بدينه وتدينه في كل مكان
كان ... يحرص على أن يعبد الله في كل فعل وقول.
ثم
لا ندري ... أغلبته الشهوة .. أم جذبته الدنيا بزخرفها وزينتها
هل ألجمته نفسه الأمارة بالسوء ... أم تلاعبت به الشياطين
تغير صاحبنا
قل أن تراه في المسجد ... وإن أتى فبغير قلب
ترك النوافل بالكلية ... لا يتذكر آخر مرة تصدق فيها ... القرآن مهجور
حتى الأذكار نسيها
أصبح حاله بين .. هم وحزن .. وعجز وكسل .. وجُبن وبُخل .. فقر وكفران نعمة .. تشاؤم وغلظة ..... ضاقت عليه
الأرض بما رحبت وضاقت عليه نفسه
((فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين))
جاء في بعض التفاسير أن المؤمن له موضعان من السماء والأرض يبكيان عليه لموته يبكيان لفراقه ... الموضع الذي
تصعد فيه صلاته للسماء والموضع الذي يسجد عليه في الأرض
يشهدان له .. ولما يموت العبد يبكيان لفراقه
السماء والأرض تشتاق لعبادتك ..
الملائكة التي كان تسجل لك وتسمع صوتك وأنت ترتل القرآن تشتاق لك ..
أصحابك في الخير من أهل الدنيا يشتاقون لك
مصحفك الذى كنت تقرأ فيه يشتاق إليك
كتابك الذي كنت تدرسه يحن إليك
وإن من شيء إلا يسبح بحمده .. وكل من يسبح بحمده يحب من يسبح مثله
فكل شىء يشتاق لك ولعبادتك
ألا وقد علمت أن الكل يشتاق إليك .. فالآن السؤال لك .. متى ترجع ؟
الأربعاء، 28 مارس 2012
قصة بقرة بني اسرائيل
إن
قصةَ بقرةِ بني إسرائيل تَتلخصُ في أنّ رجلًا من بني إسرائيلَ كانَ كثيرَ
المالِ وكانَ شيخًا كبيرًا ولهُ بنو أخٍ يَتَمَنَوْنَ موتَه ليرِثوه،
فعمَدَ أحدُهم فقتَلَهُ في الليلِ وطَرحَهُ في مَجْمَعِ الطُرُقِ وقيلَ على
بابِ رجُلٍ منهم، فلمّا أصبحَ الناسُ اختَصموا فيه، وجاءَ ابنُ أخيهِ
فجَعلَ يَصرُخُ ويتَظلّمُ فقالوا: ما لكم تَختَصِمونَ ولا تأتونَ نبيَ
الله؟
فجاءَ
ابنُ أخيه هذا وشكا أمرَ عَمِهِ إلى رسولِ الله موسى عليه السلام، فقالَ
موسى عليه السلام لما سَمِعَ الخبرَ: أُنشِدُ الله رجُلًا عندَه عِلمٌ من
أمرِ هذا القتيلِ إلا أعلمَنا به، فلم يكُن عندَ أحدٍ منهم عِلمٌ منه، ثم
طلبوا منه أن يسألَ في هذهِ القَضيةِ ربَّه عزّ وجلّ، فسألَ موسى عليه
السلام في هذهِ القَضيةِ ربَه عزّ وجلّ فأمرَهُ الله تعالى أن يأمُرَهم
بذَبحِ بقرةٍ فقالَ لهم: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا} [سورة البقرة]
فقالوا له: نَحنُ نسألُكَ عن أمرِ هذا القتيل وأنت تقولُ لنا هذا {قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}
أي أعوذُ بالله أن أقولَ غيرَ ما أوحيَ إليّ، ولو أنهم عمَدوا إلى أيِّ
بَقرةٍ فذَبَحوها لحصلَ المقصودُ منها، ولكنهم شَدّدوا فشَدَّدَ الله
عليهم، فقد سألوا عن صِفتِها ثم عن لونِها ثم عن سِنّها فأُجيبوا بِما
عَزَّ وجودُه فيهم. والمقصودُ أنهم أُمروا بِذَبحِ بَقَرةٍ عَوانٍ وهي
الوَسَطُ النِصفُ بين الفارِضِ وهي الكبيرة والبِكرِ وهي الصغيرة، ثم
شَدّدوا وضَيقوا على أنفُسِهم فسألوا عن لونِها، فأُمِروا بصَفراءَ فاقعٍ
لونُها أي مُشرَبٌ بِحُمرةٍ تُسِرُّ الناظرين، وهذا اللونُ عزيزٌ يَصعُبُ
وجودُه، ثم شدَدوا على أنفُسِهم أيضًا {قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَاهِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّآ إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ} [سورة البقرة]
فأجابَهم موسى عليه السلام بِما أَخبَرَ الله سبحانَه وتعالى: {قَالَ
إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ
تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ
بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ}.
وهذهِ
الصِفاتُ أَضيَقُ مما تَقدَّم حيثُ أُمِروا بِذَبحِ بَقَرةٍ ليسَت
بالذَلولِ وهيَ الـمُذَلَّلَةُ بالحِراثةِ وسَقيِ الأرضِ بالساقِية،
مُسَلّمة وهي الصَحيحة التي لا عَيبَ فيها، وقيلَ معنى {لا شِيَةَ فيها}
أي ليسَ فيها لونٌ يُخالِفُ لَونَها، بل هي مُسَلَّمَةٌ منَ العُيوبِ ومِن
مُخالَطةِ سائرِ الألوانِ غيرِ لونِها، فلما حدَّدَها بهذهِ الصفاتِ {قالوا ألآنَ جِئْتَ بالحقِّ}
ويقالُ: إنهم لم يَجِدوا هذهِ البقرةَ بهذهِ الصِفةِ إلا عندَ رجُلٍ منهم
كانَ بارًا بأمِه فطَلبوها منهُ فأبى عليهم فأرغبوهُ في ثَمَنِها حتى
أَعطَوْهُ بوزنِها ذهبًا فأبى عليهم ولم يَقبَلْ حتى أعطَوْهُ بِوزنِها
عشرَ مرات فبَاعَها لهم، فأتَوا بها موسى عليه السلام فأمرَهم بِذَبْحِها {فذبَحوها وما كادوا يَفعلون} أي وهُم يَتردَدونَ في أمرِها.
ثم
أمرَهم موسى عليه السلام أن يَضرِبوا ذلكَ القَتيلَ بِبَعضِ هذه البَقرةِ
التي ذبَحوها قيل: بِلَحمِ فَخِذِها، وقيلَ بالعَظمِ الذي يَلي الغُضروف،
وقيلَ بغيرِ ذلك، فلما ضَربوا القتيلَ ببَعضِ هذهِ البقرةِ كما أمرَهم
نبيُهم عليه السلام أحياهُ الله تعالى فسألَهُ نبيُ الله موسى: مَن قتلَك؟
فقال: قتَلني ابنُ أخي، وعرَّفَه ثم عادَ ميتًا كما كان.
الثلاثاء، 27 مارس 2012
أصحاب الاخدود
يحكي لنا التاريخ الغابرُ عن ملوكٍ كفرَة شقّوا أخاديدَ وخنادقَ في الأرض واضرموا فيها النارَ لتعذيبِ المؤمنينَ وتقتيلهم، ومنهم من سنذكُر قصَّتهم اليومَ.
يُروى أنّ رجلًا من أتباعِ سيدنا عيسى ابن مريمَ المسلمينَ يقال له فَيْميونُ الراهبُ، وكان صالحًا مجتهدًا زاهدًا في الدنيا، مجابَ الدعوةِ، وكان سائحًا ينزلُ بين القرى، لا يُعرفُ بقريةٍ إلاَّ خرجَ منها إلى قريةٍ أخرى لا يُعرف بها.
وكان لا يأكل إلا منْ كسبِ يديهِ، وكان بنَّاءً يعملُ الطينَ، فتعرَّف إليهِ أحدُهم وأسلمَ على يديهِ واسمهُ صالحٌ، وبينما هما في سياحتهما في جزيرةِ العربِ اختطفتْهما مجموعةٌ من قطّاع الطرقِ وباعوهما بنجرانَ وهو اسمُ ناحيةٍ فيها، وكان أهلُ نجرانَ يومئذٍ كبقيّة العربِ وقتها من عبدَةِ الأوثانِ يعبدون نخلةً طويلةً في أرضهم، لها عيدٌ في كل سنةٍ، وإذا جاءَ العيدُ علقوا عليها كل ثوبٍ حسَن وجدوه، وزيَّنوها بحُلي النساء، ثم خرجوا إليها فعكفوا عليها كل اليوم.
فاشترى رجلٌ من وُجهائهم فيميونَ فكان إذا قام في الليل ليصلي، أضاءَ له البيتُ حتى يأتيَ الصباحُ من غيرِ مصباح، إذ كان وليًّا ذا كرامات، فرأى ذلك سيّده، فأعجبه ما يرى منه، فسأل عن دينه، فأخبره به، وقال له فيميون: إنما أنتمُ على باطل، إنَّ هذه النخلة لا تضرُّ ولا تنفعُ، ولو دعوتُ عليها إلهي الذي أعبدهُ لأهلكها بإذنه تعالى، وهو الله وحدَه لا شريك له. فقال له سيّدُه: فافعل، فإنَّك إن فعلتَ دخلنا في دينك، وتركنا ما نحنُ عليه.
فقام فيميونُ وتوضَّأ وصلى ركعتين، ثم دعا الله عليها، فأرسل اللهُ عليها ريحًا قلعتها وأسقطتها من أصلها إلى الأرض، فاتّبعه عند ذلك أهلُ نجران على دينِ الإسلام، ثم دخلتْ عليهم الأحداثُ وحرَّفوا الدينَ وحصل الكفرُ وعمَّ.
وكان من أمرِ فيميونَ عندما انتشرَ الفسادُ أن بنى خيمةً له خارجَ نجرانَ يتعبَّدُ اللهَ تعالى وحدَه فيها وانقطع عن الناس، وحدثَ أنّه كان في نجرانَ ملكٌ لديه ساحرٌ وقد صار عجوزًا فطلبَ الساحرُ من الملِك أن يبعثَ له بغلامٍ كي يعلّمهُ السحرَ.
وكانت خيمةُ فيميونَ بينَ نجرانَ وقرية الغلامِ الذي أرسلَه الملِكُ ليتعلمَ السحرَ.
وذات يومٍ مرَّ هذا الغلامُ واسمهُ عبدُ اللهِ بن الثامرِ بخيمةِ فيميونَ الراهبِ فسمِعَه يتلو الإنجيل الصحيحَ بصوتٍ عذبٍ، ونظرَ فأعجبه ما يرى منه من صلاتِه وعبادته، فصار يجلسُ إليه ويسمعُ منهُ حتى أسلمَ فوحَّد اللهَ وعبدَه، وصار يسأل عن أحكامِ الإسلامِ حتى ترقَّى في العلمِ والعبادة.
وكان الغلامُ أحيانًا يتأخّر عند الراهبِ فيميونَ فإذا وصل عند الساحرِ ضربَه لتأخُّرِه وإذا جاءَ إلى أبيهِ متأخّرًا ضربَه أبوهُ.
فشكا الغلامُ أمرَه إلى الراهبِ فقال له: إذا خشيتَ الساحرَ فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيتَ أهلَكَ فقُل حبسني الساحرُ. وذلك كي لا يُظلمَ لأنَّه يتعلم الدينَ وأحكامَه في زمنٍ قلَّ فيه المسلمون.
وكان في ذلك البلد حيَّة عظيمة قطعت طريق الناسِ، فمرَّ بها الغلامُ وحمل حجرًا ثم سمَّى اللهَ تعالى ورماها به فقتلها، وأتى الراهبَ فأخبره، فقال له الراهبُ: إنَّ لك شأنًا عظيمًا، وإنَّك ستُبتلى فإن ابتُليتَ فلا تدلَّ أحدًا عليَّ.
وصار الغلامُ إذا دخل نجرانَ لم يلقَ أحدًا به ضرٌّ أو كان أكمَه أي أعمى أو أبرص وهو المصابُ بمرضٍ جلديّ منفّرٍ إلا قال له: يا عبد الله، أتوحِّدُ اللهَ وتدخل في دين الإسلام، وأدعو الله فيعافيكَ مما أنت فيه من البلاء؟ فيقول: نعم، فيوحّد الله ويُسلم، ويدعو له فيشْفَى، حتى لم يبقَ بنجرانَ أحدٌ به ضرّ إلا أتاهُ فاتَّبعه على أمره، ودعا له فعوفي.
وكان للملكِ ابنُ عمّ أعمى، فسمعَ بالغلامِ وقتْلِ الحيَّة فأتاهُ بهدايا كثيرة فقال له: ما ها هنا لك كلُّه إن أنتَ شفيتني.
فقال الغلامُ: إني لا أشفي أحدًا إنما يشفي اللهُ من يشاء، فإن أنتَ ءامنتَ بالله دعوتُ اللهَ لكَ فشفاكَ وعافاك. فآمنَ باللهِ وأسلمَ فشفاهُ الله، فأتى ابنُ العمّ هذا إلى الملِك فجلسَ إليهِ كما كان يجلسُ سابقًا، فقال له الملك الذي كان يدَّعي الألوهيةَ والعياذ بالله تعالى: من ردَّ عليكَ بصرَك؟ قال: ربّي. قال: ولكَ ربٌّ غيري؟ قال: ربي وربُّك الله، فأخذه فلم يزل يعذّبه حتى دلَّ على الغلام، فجيء بالغلام، فقال له الملك: يا غلامُ قد بلغَ من سحرِك ما تبرىءُ الأكمه والأبرص، وتفعل كذا وتفعل كذا.
فقال الغلامُ: إنّي لا أشفي أحدًا، إنما يشفي الله. فأخذه فلم يزل يعذّبه حتى دلَّ على الراهبِ فيميونَ، فجيء بالراهبِ فقيل له: ارجعْ عن دينك الإسلام، فأبى ولم يرضَ بالكفرِ ولا بالرجوعِ عن دينه، فدعا الملك بالمنشارِ، فوضعَ المنشارَ في مَفرِقِ رأس الراهبِ فشقَّه حتى وقع شقاه، ولم يكتفِ الملكُ الكافرُ بذلكَ بل جاءَ بابن عمّه وقال له: ارجع عن دينك، فأبى، فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقّه به حتى وقع شقاه، ثم جاء بالغلامِ فقال له: ارجع عن دينك، فأبى فدفعَه إلى بعضِ جنوده وقال لهم: اذهبوا إلى قمّة ذلك الجبل فإن رجع عن دينه اتركوهُ وإلاّ فاطرحوه إلى الأسفل. فذهبوا وصعدوا به إلى قمّة الجبل، فقال الغلام داعيًا ربَّه عز وجل: اللهمَّ اكفنيهم بما شئتَ، فاهتزَّ الجبلُ فسقطوا وقُتلوا. وعاد الغلامُ سالـمًـا إلى الملك، فلما رءاهُ استغربَ ودهش، وسأله عن الجنود فقال: كفانيهمُ الله.
وقد عاد الغلام رغم أنه كان يستطيع الفرار والهروبَ لأنه كان يطمعُ أن يتراجعَ الملِك عن كفره فيُسلم فيكونَ إسلامُه سببًا في إسلامِ قومه.
فدفعه الملِك إلى مجموعةِ جنودٍ ءاخرين وقال لهم: اذهبوا به فاحملوهُ في سفينةٍ فإذا صرتُم في وسط البحرِ انظروا في الأمر فإن تراجع عن دينه فعودوا
به وإلاّ فاقذفوه فيه، فذهبوا به فدعا الغلامُ ربَّه تبارك وتعالى قائلاً:
اللهمَّ اكفنيهم بما شئتَ، فانقلبت بهم السفينة فغرق الجنود وعاد الغلامُ
سالـمًا إلى الملِك، فدهش مرة ثانية من رؤيته يعودُ هكذا، وسأله عن الجنودِ فأخبره بما جرى، ثم قال للملِك: إنّك لستَ بقاتلي حتى تفعل ما ءامرُكَ بهِ.
قال: وما هو؟ قال: تجمعُ الناسَ في مكانٍ واحدٍ وتصلُبني على جذعٍ ثم تأخذُ من جعبةِ سهامي واحدًا ثم تضعه في القوسِ ثم تقولُ بسم اللهِ ربّ الغلامِ ثم ترميني فإنَّك إذا فعلتَ ذلك قتلتني. فجمعَ الملكُ الناسَ وصلبَ الغلامَ على جذعٍ ثم أخذ سهمًا من جعبتهِ ونفَّذ ما أمره به الغلام ثم رماه فوقع السهمُ في صدغهِ وهو الموضع الذي بين العين والأذن فوضعَ الغلامُ يده في موضع السهم فمات. فقال الناسُ عندها: ءامنَّا بربّ الغلام، لا إله إلا الله، لا إلهَ إلاَّ إلهُ عبدِ اللهِ بنِ الثامرِ (وهو اسم الغلام).
فقال الوزراء للملك: أرأيتَ ما كنتَ تحذرُ قد والله نزلَ بكَ حذرُك، وءامن الناسُ وأسلموا. فاستشاطَ الملكُ غيظًا وغضبًا وأمر بإغلاقِ أبواب المدينةِ ثم شقَّ شقوقًا وأخاديدَ في الأرضِ قيل إن عددها سبعة، طول كل أخدود أربعون ذراعًا، وعرضُه اثنا عشر ذراعًا، ثم طُرح فيها النفطُ والحطب وأُجّجت نيرانُها وبدأت ألسنة اللهب تتصاعد منها، ثم وقف الملك وأعوانُه على جانبي كلّ أخدود، ويجلبون المسلمَ فإن أبى الرجوعَ عن دينِه قذفوهُ بها وإلا تركوه.
فرموا في النار قرابة عشرينَ ألفًا من المسلمين وقيل أكثر بكثير ما بين رجال وشيوخ ونساء وأطفال، وحتى إنّه جيء بامرأة مسلمةٍ وكان لها ثلاثة بنين، أحدهم رضيع فقال لها الملك: ارجعي وإلا قتلتك أنت وأولادَك، فأبت، فألقى ابنيها الكبيرينِ، فلم تتراجع، ثم أخذ الصغير ليلقيه فبكت فأنطقَ اللهُ ابنها الرضيع وقال :"يا أماه، لا ترجعي عن دينكِ، لا بأس عليك" فألقاه وألقاها في أثره.
وروي أن المسلمين كانت تقبض أرواحهم قبل أن تمسَّهم النارُ وحرُّها، ثم بعد أن رمى الملك من رمى ارتفعت النار من الأخدود فصارت فوق الملِك وأعوانهِ أربعين ذراعًا ثم هبطتْ عليهم وأحرقتهم فذابوا وتحولوا إلى رماد.
قال الله تعالى في سورة البروج: {قُتِلَ أصحابُ الأخدود (4) النارِ ذاتِ الوَقود (5) إذْ هم عليها قُعود (6) وهُم على ما يفعلونَ بالمؤمنين شُهود (7) وما نقموا منهم إلاّ أن يؤمنوا باللهِ العزيزِ الحميد}(8).
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)